no-photo

AI الذكاء الاصطناعي

ما هو الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence؟

الذكاء الاصطناعي هو أحد فروع علم الحاسوب، وإحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي و يرمز له كاختصار AI، وهو محاولة لتعليم الآلات محاكاة القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، من أجل تسهيل حياة البشر وجعل الآلات تؤدي مهام كثيرة كانت تأخذ جهداً ووقتاً كبيراً من الإنسان، قد تكون هذه المهام بسيطة مثل التعرف على الأشياء في الصور وقد تكون أكثر تعقيداً وتتطلب المنطق والمعرفة مثل فهم اللغة والترجمة والتعرف على الكلام وصولاً إلى الأنظمة المتطورّة التي يمكنها إجراء محادثات تشبه المحادثات البشرية، أو المساعدة في تشخيص الحالات الصحية.

متى ظهر الذكاء الاصطناعي ؟

يعود تاريخ ظهور مصطلح الذكاء الاصطناعي إلى العقد الخمسين من القرن العشرين، عندما قام العالم آلان تورينغ باستكشاف الاحتمال الرياضي للذكاء الاصطناعي و اقترح تورينغ أن البشر يستخدمون المعلومات والأسباب المتاحة من أجل حل المشكلات واتخاذ القرارات، فلماذا لا تستطع الآلات أن تفعل الشيء نفسه؟ كان هذا هو الإطار المنطقي لبحثه العلمي عام 1950 (آلات الحوسبة والذكاء) الذي ناقش فيه كيفية بناء آلات ذكية وكيفية اختبار ذكائها وقام بتقديم ما يُعرف باختبار تورينغ وهو اختبار شهير يتمحور حول السؤال : " هل تستطيع الآلات التفكير؟ "، يمتاز اختبار "تورينغ" ببساطة فكرته: إذا أجرى شخص محادثة لمدة 5 دقائق ولم يعلم أنه يتحدث إلى آلة، يعني هذا أن الحاسوب الذي يدير هذه الآلة قد نجح في الاختبار، و ساعد هذا الاختبار العديد من العلماء والمهندسين على دراسة العوامل المميزة للتفكير البشري واستلهمت منه فرق تصميم أنظمة "الذكاء الاصطناعي" فكرة السعي لتطوير أنظمة كمبيوتر تتفاعل بطرق طبيعية ومماثلة إلى حد ما لطرق تفاعل البشر، ووضع أسساً لما يعرف الآن بالذكاء الاصطناعي من خلال التحقق من قدرة الآلة على محاكاة طريقة تفكير الإنسان.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي ؟

بشكل عام، تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي عن طريق استيعاب كميات كبيرة من البيانات، وتحليلها من أجل الارتباطات والأنماط، واستخدام هذه الأنماط والمعرفة المرجعية لتحليل المعلومات وعمل تنبؤات حول الحالات المستقبلية وذلك على شكل بيانات منظَّمة من أجل بناء الخبرة، إذ أنه بهذه الطريقة يمكن أن يتعلم روبوت الدردشة الذي يتم تغذيته بأمثلة من الدردشات النصية كيفية إجراء تبادلات واقعية مع الأشخاص، أو يمكن لأداة التعرف على الصور أن تتعلم تحديد الكائنات في الصور ووصفها من خلال مراجعة ملايين الأمثلة.

بشكل مختصر فإن نتائج أنظمة الذكاء الاصطناعي هي عبارة عن توقع لمدى احتمال حدوث شيء و لا شك أن طريقة تعليمنا لأنظمة الذكاء الاصطناعي تؤثّر في طريقة تعلُّم تلك الأنظمة وأن هناك حدوداً معينة لما يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تَعلُّمه، ويتم تحديد ذلك باستخدام المعلَمات التي تطورها فرق تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي (AI).

فوائد و إيجابيات تفعيل الذكاء الاصطناعي

• التحسين من تجربة المستخدم وتعزيز الإنتاجية لدى الشركات التي تضيف التعلم الآلي والتفاعل الإدراكي والأتمتة إلى الأعمال التقليدية والتطبيقات، إذ بوسع الروبوتات التي تحمل برمجيات الذكاء الاصطناعي خدمة البيئات الصناعية وتنفيذ المهام المتنوعة دون الحاجة إلى التدخل البشري الدائم.

• التخفيف من عبء الأعمال الروتينية والمملة والتي ينتج عنها غياب التركيز مما يؤدي إلى زيادة الأخطاء البشرية ونقص الدقة، إذ أنه بإمكان الذكاء الاصطناعي والأتمتة الحاسوبية التخفيف من هذا العبء حيث تتميز الآلات بإتمام أعمال المعالجة والتصنيف، ما يعطي الفرصة الأكبر للعنصر البشري للتركيز على التفكير الإبداعي.

• استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة على مكافحة الكوارث والتهديدات المتزايدة لأحداث الطقس العنيفة والاستجابة لها باستخدام الخوارزميات وبيانات الأقمار الصناعية، إذ يساعد هذا على توفير الوقت وتحقيق الاستجابة للكوارث بطريقة أكثر استهدافًا وكفاءة، والمساعدة في حماية أرواح البشر مثل حالات الإنقاذ في الكوارث لتحديد موقع الضحايا وإنقاذهم.

• قد يخلق الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة، مع أن بعض المخاوف حول إمكانية القضاء على بعض أنواع الوظائف حقيقية جداً، فقد يتم فتح مجالات جديدة لأن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف الأعمال سيجبرنا على التطور والاستعداد له جيداً من مختلف أدوار الصيانة والدعم، إلى وظائف جديدة تماماً لم نتصورها بعد.

• يساعد دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال اليومية على تقليل الوقت والجهد المستغرق بسبب ما توفره لنا الهواتف من خدمات ذكية مثل خرائط جوجل، أو خدمات الدفع الالكترونية وغيره من الخدمات الأخرى.

• القدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات إذ بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي التعامل معها وتخزينها ومعالجتها بسرعة كبيرة.

سلبيات الذكاء الاصطناعي

• استخدام الذكاء الاصطناعي لأجل أهداف غير علمية تشكل تهديداً على المجتمعات واستغلاله في الحروب والتهديد إن وقع في الأيدي الخاطئة.

• زيادة خطر الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي مما يجعل الإنسان يثق أكثر من اللازم في التكنولوجيا و يزيد من خطر تقلص المرونة المجتمعية، لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تعي بالأخلاقيات والقيم البشريّة، فهذه الأنظمة تفتقر إلى القدرة على اتخاذ الأحكام المناسبة، فهي تنفذ ما صُمّمت لأجله دون النظر إلى ما هو صحيح وخاطئ في تنفيذ المهام.

• التكلفة العالية للآلات الاصطناعية من تصنيع وصيانة وبرمجة و الاحتياج إلى تحديث البرامج لتلبية أحدث المتطلبات.

• غياب الإبداع لأن الآلات تؤدي فقط المهام التي صُممت للقيام بها، وتميل إلى التعطل أو تقديم مخرجات غير ذات صلة عند طلب بيانات ليست مخزنة سابقاً، إذ أن العقل البشري يحل المشاكل بالاستناد تلقائياً إلى تجارب سابقة، لكن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تملك النوع نفسه من المعرفة العامة للاعتماد عليها، فقد تكون عديمة الفائدة في مرحلة مُعينة.

• زيادة معدلات البطالة إذا لم يتم دمج الذكاء الاصطناعي بالعمل بطريقة منظمة، حيث سيتم الاستغناء عن العديد من العمّال والموظفين نتيجة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليها بدلاً من العنصر البشري.

مجالات الذكاء الاصطناعي :

• تطوير التطبيقات الحاسوبية في التشخيص الطبي في العيادات والمستشفيات، إذ يمكن للأدوات المدعّمة بالذكاء الاصطناعي استخراج المعلومات ذات الصلة من كميات كبيرة من البيانات وتكوين رؤى قابلة للتنفيذ يمكن تطبيقها على العديد من التطبيقات، ويمكن لمقدمي الرعاية الصحية والباحثين الاستفادة من ملايين التقارير الطبية وسجلات المرضى والتجارب السريرية للكشف عن رؤى البيانات، وتم تطبيق برامج الذكاء الاصطناعي في عمليات التشخيص وتطوير بروتوكولات العلاج وتطوير الأدوية و الطب الشخصي و مراقبة المريض والعناية به.

• استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم لتمكين التدريس والمعلمين، حيث أن الدمج المنهجي للذكاء الاصطناعي في التعليم يعطي القدرة على مواجهة أكبر التحديات في التعليم، وابتكار ممارسات التعليم والتعلم التي تساهم في تيسير التعليم بطريقة مجدية وفعالة حيث توفر الطبيعة الرقمية والديناميكية للذكاء الاصطناعي مجالا مختلفا لا يمكن العثور عليه في البيئة التقليدية النمطية للمدرسة في وقتنا الحالي اعتماداً على المحتوى الذكي الذي يشمل تحويل الكتب التعليمية التقليدية إلى كتب ذكية، واعتماد نظام التعليم الذكي وهو هو نظام يضم برامج تعليمية تحتوي على عنصر الذكاء الاصطناعي حيث يقوم النظام بتتبع أعمال الطلاب وإرشادهم كلما تطلب الأمر و ذلك من خلال جمع معلومات عن أداء كل طالب على حدة، كما يمكن أن يبرز نقاط القوة والضعف لدى كل متعلم، وتقديم الدعم اللازم له في الوقت المناسب، واستخدام تقنية الواقع الافتراضي التي تسمح بمحاكاة تفاعلية تتيح للمستخدم خوض تجارب معينة والتفاعل معها من خلال أجهزة خاصة تساعد في الاندماج مثل نظارات الواقع الافتراضي.

• تعلم الآلة (Machine Learning) القائمة على برمجة الحواسيب بمختلف أشكالها لتصبح قادرة على أداء المهام واتخاذ القرار وتنفيذ الأوامر الموكلة إليها بالاعتماد على البيانات المتوفرة لديها وتحليلها مع تقييد التدخل البشري في توجيهها ، وتحديد ما يجب تنفيذه من مهامٍ ومتى وكيف ولماذا دون أي مساعدة بشرية.

• الأنظمة الخبيرة و هي برامج تُحاكي آداء الخبير البشري في مجال خبرة معين , وذلك عن طريق تجميع واستخدام معلومات وخبرة خبير أو أكثر في مجال معين وخصوصاً في التخصصات النادرة وضمها في نظام خبير.

• معالجة اللغات الطبيعية حيث استطاع الذكاء الاصطناعي إثبات القدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات في ثوان قليلة، ومن أهم تطبيقاتها المساعد الرقمي Digital Assistant مثل SIRI التي تقوم بالاستجابة للأوامر مثل ضبط التذكيرات وتشغيل مختلف التطبيقات.

يبقى تنامي الطلب على التخصصات التكنولوجية في تزايد كبير بصورة عامة ولا يمكن تجاهل هذه التخصصات لأنها تخصصات مستقبلية مطلوبة، لذا إذا كنت بحاجة إلى الوصول إلى الأدوات المناسبة للنجاح في رحلة التحول للذكاء الاصطناعي، فما عليك سوى اختيار أحد برامجنا التدريبية التي تُعنى بمجال الذكاء الاصطناعي.

 







loader